alt text
جميع القصص

سرديات وأصداء: جولة في كواليس معرض "أطيافنا، أطيافكم" مع ماتيو أورليان

15 يوليو 2025

أجرى المقابلة: فريندا أبيلاش

في هذا الحوار، يحدثنا ماتيو أورليان، القيّم الفني لمعرض "أطيافنا أطيافكم، رؤى واعدة لسينما رائدة"، المعروض في متحف: المتحف العربي للفن الحديث في الدوحة، عن الرؤية والرسالة من وراء تنظيم هذا المعرض، وعن عمق المعاني التي يحملها عنوانه، والصدى والأثر العاطفي للأفلام وأعمال الفيديو المعروضة فيه، والتي يحمل كل منها رسالة ووجهة نظر في فن السرد القصصي.

المشاركة مع صديق

س: ما الذي أوحى لكم بفكرة تنظيم معرض "أطيافنا أطيافكم، رؤى واعدة لسينما رائدة"؟ وكيف وُلد عنوان المعرض؟

ماتيو أورليان: نُظّم هذا المعرض بدايةً في آرت كابيتال بارتنرز - قصر فرانكيتي في البندقية، تزامناً مع المعرض الفني الدولي الستين في بينالي البندقية.

وقد دُعيت من قبل متاحف قطر ومؤسسة الدوحة للأفلام لتقديم مشروع يعكس الاهتمام الكبير لهاتين المؤسستين بالصورة المتحرّكة، والذي يجسده فن السينما وأعمال الفيديو. كنت أعلم أن لدى مؤسسة الدوحة للأفلام مجموعة من الإنتاجات التي تنتمي إلى سينما الفن المستقل، وأنها تدعم أعمالاً سينمائية من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا، وهي مناطق تواجه تحديات كبيرة في إنتاج الأفلام بشكل مستقل. هذه الأعمال قليلاً ما تجد سبيلها إلى دُور السينما، لذا لم يكن تسليط الضوء عليها في سياق بينالي البندقية بالأمر السهل.

الأمر الجيد هو أن "الجنوب العالمي" كان محور اهتمام بينالي ذاك العام، مما أتاح مساحة للأصوات الآتية من خارج العالم الغربي. وهكذا، بدا لي من الأهمية بمكان أن نجعل الحوار بين مختلف العوالم والحضارات والفنانين الرسالة والرؤية المحورية للمعرض. لقد كان هذا المشروع مصدر إلهام كبير لي لما ينطوي عليه من أفق واسع وطابع عابر للحدود.

أما بخصوص فكرة العنوان "أطيافنا أطيافكم"، فقد جاءت لاحقاً بعد أن قضيت وقتاً طويلاً أشاهد جميع الأفلام والفيديوهات التي بين يدي، أدركت حينها أن "الطيف" يكمن في ثنايا المعرض كلّه. وهكذا، جاء العنوان بشكل عفوي إلى حد كبير، مقتبساً بشكل غير مباشر من حوار في أحد الأفلام المعروضة في المعرض، وهو فيلم "ثورة الزنج" للمخرج طارق تقيّة (2015).

أحببت هذا العنوان لأسباب عدة. هناك العديد من الأشباح في أطلال الصحارى القديمة (على سبيل المثال في فيلم "السد" لعلي شري، أو في عمل الفيديو التركيبي "العرّابة المدفونة 3" لوائل شوقي). يمكن اعتبارهم مجازاً للأجداد والتقاليد (كما في الانفجار الخارق للطبيعة الذي يهزّ البطلة الشابة في فيلم "الست" لسوزانا ميرغني). قد يكونون عطوفين أحياناً ولكن إذا أصغيت إليهم كثيراً وابتعدت عن التواصل مع بني جنسك، فقد يقودونك إلى الجنون والعنف (كما في فيلم "أبو ليلى" لأمين سيدي بومدين)، فالشبح له وجوه متعددة.

كما  أنني معجب بمفهوم "الطرف الشبحي" أو "الوهمي"، أي الإحساس بشيء حاضر/غائب في آن واحد، وهو شيء لا يكتمل أبداً.

من منظور تقييم المعارض، قد يكون هذا الطرف الشبحي أشبه بغرفة خفية، أو رسالة مستترة، أو شيء لا يمكنك الولوج إليه حقاً. هذه الفكرة جزء من النسيج العاطفي للمعرض، لا سيما في نسخته المُقامة في الدوحة، حيث تبدأ برؤية روحانية وآثارية للصحراء، وتختتم بـ "صحراء 2.0"، وهي صحراء من المستقبل تتجلى في أعمال صوفيا الماريا المميزة.

كنت مهتماً جداً بكلمة "طيف"، لأنها بدورها مستوحاة من فيلم مشارك، ورأيت أنها ستكون مناسبة في العنوان. هكذا جاء "أطيافنا أطيافكم"، بما يحمله من إشارة إلى فكرة التبادل بين "نحن" و"أنتم"، أو "أنا" و"أنت" كما لو أن العلاقة بين الكلمتين تعكس أحدهما الأخرى. كان عنواناً لافتاً يستحضر فكرة حوار وجداني متبادل بين طرفين؛ قد يكون الفنان والجمهور، أو القيّم الفني والفنان، أو كل من يشارك في تجربة المعرض.

alt text

يُجيب قسم "الصحاري" عن سؤال: أيُّ وهم تجسده الصحراء؟. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

صورة من قسم "أطلال" في المعرض يظهر فيها شاشة تعرض فيلماً لباسم مجدي. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

تُعرض في قسم "حدود" أفلام تهجس بالحرب أو الأزمات الاجتماعية. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

شاشات عرض الأفلام المشاركة في قسم "نيران" ضمن المعرض. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

في قسم "منفى"، يتناول صنّاع الأفلام في أعمالهم قضية النزوح. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

يستكشف قسم "فانتازما" فكرة أطياف الليل من خلال أفلام متنوعة. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

س: كيف اخترت القائمة الطويلة من صُنّاع الأفلام والفنانين الذين تُعرض أعمالهم في المعرض؟

أورليان: اختيار المعروضات هو بحق جوهر عمل القيّم الفني. فالهدف يتمثل في الانتقاء استناداً إلى الإحساس، وما تُحبه وتراه مهماً، ولكن أيضاً ما يتناغم منطقياً مع بعضه بعضاً. أحياناً، قد تضطر إلى استبعاد أعمال تُعجبك كثيراً لأنها غير مترابطة مع باقي الأعمال. الأمر يعود إلى نقطتين أساسيتين: مدى أهمية وقوة وعمق المشاعر التي تُثيرها الأعمال، وكيف تُشكل هذه الأعمال معاً معنى متكاملاً. المعرض أشبه بجسد؛ هو بناء معماري يُشكّل معنى كلياً، وعلى القيم الفني التفكير في هذا المعنى الشامل.

في هذا المعرض، كانت هناك محاور عدّة مثل ما يُمكن وصفه بالنظرة التأملية في المجتمع والعلاقات الإنسانية، والتي تكوّن معاً كُلاً متكاملاً. تقتني متاحف قطر مجموعة ضخمة من أعمال الفيديو، ومن أجل مشروع المعرض، كنت على اتصال مع متحف: المتحف العربي للفن الحديث، ومع متحف مطاحن الفن المزمع افتتاحه مستقبلاً. شاركني المتحفان قواعد بياناتهما، وتحدثنا عن مجموعاتهما الفنية. كما زوداني بمعلومات مهمة عن الفنانين وروابط لمشاهدة أعمال الفيديو. كان من المهم أن أفهم ماذا يعني ذلك بالنسبة للمتحفين، وسياق كل هذه الأعمال الفنية.

أما الجانب الآخر فقد تمثل في مشاهدة أفلام من مؤسسة الدوحة للأفلام. كنت أعرف بعضها مسبقاً بحكم عملي؛ فأنا أشاهد الكثير من الأفلام. وفي باريس، تصلك الكثير من الأفلام القادمة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لكنني اكتشفت العديد من الأعمال الجديدة وصانعي أفلام جدد، وغالباً ما يكونون شباباً وموهوبين للغاية.

أدركت سريعاً وجوب أن يُعرض فن الفيديو بالطريقة التي يُريدها الفنان. يمكنك أن تُقدم تأويلاً لعمله، لكن لا يمكنك تغيير السياق، ويجب احترام الإحساس بالزمن والمكان الذي يرغب الفنانون في نقله. أما فيما يتعلق بالأفلام، فالعكس تماماً؛ كانت الفكرة هي انتقاء مقتطفات معبّرة والتوصل إلى طرق عرض مناسبة، وأن نبتكر طرق عرض بالتعاون الوثيق مع وكالة "كوكيز" التي صمّمت المعرض في متحف. كانت فكرتي أن يكون لكل قاعةٍ تصميمٌ مختلفٌ من حيث أسلوب عرض الأفلام، يتضمن شاشتين أو أربعاً أو خمساً، حسب ما يتطلبه الأمر.

أحياناً تكون شاشات العرض هذه متزامنة مع بعضها، كما هو الحال في قسم "حدود"، لأنها تُشكل معاً فضاءً متآلفاً. لن ترى أبداً تكراراً في طريقة العرض، وهو أمر كان مهماً جداً بالنسبة لي. لم أكن أسعى إلى الرتابة، بل إلى مواجهة المشاهدين بمفاجآت غير متوقعة.

alt text

تشكّل أفلام قسم "نيران" معاً سلسلةً متآلفة. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

تتنوع الأفلام وأعمال الفيديو في المعرض بين الروائي، والوثائقي، والرسوم المتحركة، وأفلام السير الذاتية. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

يتضمن هذا القسم لقطات أرشيفية وعروضاً سينمائية تُسقَط ضوئياً على شاشة قماشية. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

يضمّ قسم "كَون" أفلاماً تنتمي إلى نوع الخيال العلمي. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

س: يطرح المعرض موضوعات وأنماطاً متنوعة. كيف عملت على تحقيق نوع من الاتساق أو الانسجام بين هذه الأعمال المختلفة؟

أورليان: هذا سؤال صعب. كما ذكرت سابقاً، فإن تنوع المشاريع التي تدعمها "مؤسسة الدوحة للأفلام" هو في الواقع من نقاط القوة في هذا المعرض. المؤسسة لا تنتج فقط أفلاماً روائية، بل تدعم أيضاً أفلام الرسوم المتحركة، والأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة، والأفلام السياسية، وأفلام الفانتازيا الشاعرية. العديد من هذه الأعمال تستكشف ألغاز النفس البشرية، والمناظر الطبيعية، والحدود الجغرافية، لكنها جميعاً تجد لنفسها مكاناً في المجتمع.

على سبيل المثال، فيلم "إن شئت كما في السماء" لإيليا سليمان هو فيلم روائي، لكنه يرتبط عميقاً بتجربة المخرج الشخصية في فلسطين وباريس ونيويورك. بعض عناصره خيالية، وبعضها ينتمي إلى عالم الفانتازيا. فيلم سليمان سياسي بامتياز، كما هو الحال مع العديد من الأفلام وأعمال الفيديو في هذا المعرض. كان من الأساسي بالنسبة لي اختيار مشاريع جريئة ومختلفة تُحفّز رؤية الزوّار، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة، وتعيد تأطير نظرتهم إلى العالم، وخصوصاً إلى عالم الصور.

في قسم "نيران"، على سبيل المثال، يوجد عمل نحتي مع موقد صغير تحيط به الشاشات. في لحظة معينة، تعرض جميع الشاشات نفس الصورة، ثم تتحول إلى اللون الأسود، لتُعرض بعد ذلك أفلام مختلفة في وقت واحد، مما يخلق مشهداً متسلسلاً. في المعرض، لم أرغب في المزج بين الوثائقي والروائي. بل ينتقل العرض من الوثائقي، إلى الواقعي، ثم إلى الروائي، لأن هناك العديد من الشاشات التي تعرِض معاً، وشعرتُ أن الجمع بين العالم الواقعي والأفلام الروائية قد يبدو غريباً ومربكاً بعض الشيء. هذا لا يعني أن الخيال الروائي ضعيف، بل هي طريقة الناس في التعبير عن أنفسهم، وإذا جمعت بين النمطين بهذا الشكل، سيبدو الأمر غريباً ومتنافراً.

من الأمثلة المهمة الأخرى في قسم "نيران"، فيلم "حرقة" للمخرج التونسي لطفي ناثان، وهو عمل روائي مستمد من وقائع حقيقية ضمن سياق بدايات الربيع العربي، ويروي قصة الشاب الذي أضرم النار في جسده في سيدي بوزيد. هذا الفيلم موجود في منتصف قسم "نيران" تحديداً، ليُظهر كيف يمكن تحويل الأحداث الواقعية إلى عملٍ روائي. كان من المهم بالنسبة لي ألّا أخلط بين كل شيء، لأن ذلك كان سيُضعف العلاقة بين المشاهد والمادة المعروضة.

س: كيف اكتسب المعرض معاني جديدة في الدوحة بعد عرضه الأول في البندقية؟

أورليان: ربما لم يكتسب المعرض معاني جديدة بالمعنى الحرفي، فهو في نهاية المطاف المعرض نفسه. لكن المجتمع هنا يختلف كثيراً عن المجتمع الأوروبي، رغم وجود بعض نقاط التشابه. بعض الأفلام قد لا تترك الأثر ذاته الذي تركته في مدينة البندقية، وفي المقابل، قد يتفاعل الجمهور العربي مع أعمال معينة على نحو أعمق، ويشعر بارتباط أكبر بها.

إضافتي الوحيدة كانت مقطعي فيديو من مقتنيات متحف. الأول هو عمل "أبي يبحث عن مدينة صادقة" للمخرج المصري باسم مجدي، صُوّر على فيلم سوبر 8 ملم، ويقدم نظرة ساخرة ومؤثرة حول العيش في مدينة مكتظة حيث تصبح الحياة قاسية. أما العمل الثاني فهو فيديو "بيروت، 1001 مشاهدة" (2010) للفنانة اللبنانية لمياء جريج، ويتألف من شرائح تضم صوراً فوتوغرافية بالأبيض والأسود لمرفأ بيروت. ولأنني لا أعرف الكثير عن المجتمع القطري أو مجتمع الدوحة، فمن الصعب عليّ أن أتوقع كيف سيتفاعل الناس مع هذا المعرض. أحاول أن أكون منسجماً مع ذاتي، ومع الفنانين الذين أختارهم، ومع الفريق الذي أعمل معه.

alt text

تتناول أعمال وائل شوقي مفاهيم الهوية الوطنية والدينية والفنية من خلال الأفلام وعروض الأداء والسرد القصصي. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

alt text

تجمع صوفيا الماريا في ممارستها الفنية بين ثقافة البوب، والأنمي، والشعر العربي، والخيال العلمي، بالإضافة إلى تجربتها الشخصية في مجال مكافحة التلوث وتغير المناخ. الصورة: وضحى المسلم، بإذن من متاحف قطر ©2025

س: هل يمكنك اختيار عمل أو عملين من المعرض تركا فيك أثراً عميقاً؟ ولماذا؟

أورليان: كثيرة هي الأعمال التي تركت فيّ أثراً، والاختيار من بينها صعب للغاية. جميع الأفلام كانت رائعة، ولا أرغب في ترتيبها هرمياً. لكنني تحدثتُ عن العملين اللذين ذكرتهما سابقاً واللذين يُشكلان جزءاً من مجموعة متحف الدائمة. إنهما مؤثران جداً بطرق مختلفة.

أحد العملين هو فيديو "أبي يبحث عن مدينة صادقة". يتمتع العمل بروح الفيلم العائلي، وأحب اللقطات التي يتتبع فيها مجدي والده وهو يسير في ضواحي القاهرة، وسط ضوء النهار، يبحث عن مدينة. الفيلم شديد الشاعرية، ويتحدث عن علاقة مجدي بوالده، وبالمدينة، وبالأطلال، وبالمشاريع العمرانية الجديدة التي تُقام هناك لبناء عاصمة حديدة للبلاد. يتلاعب الفنان بنسيج الصورة، فترى الألوان تتغير أحياناً وتجتاح الشاشة.

أما لمياء جريج، فتستخدم صوراً فوتوغرافية لمرفأ بيروت التُقطت في أزمنة مختلفة من تاريخه. لا تعرض جريج الصور بترتيب زمني، بل تنتقل بك ببطء من مشهد إلى آخر، فتشعر بتصاعد التوتر، إذ تختفي بعض الأبنية، وتظهر في بعض اللقطات طائرات مروحية في السماء. العمل صامت على عكس عمل باسم مجدي، الذي كان للصوت فيه دور مهم. وهو أيضاً عمل غامض لأنك لا تفهم تماماً ما الذي تراه، بل تحتاج إلى وقت لاستيعابه. يحمل هذا العمل الكثير عن بيروت، وتحولات المرفأ قبل الانفجار، وعن الحاضر والماضي.

بعض الفنانين أشبه بالسحرة، بل يمكنهم استشراف المستقبل. أعتقد أن صوفيا الماريا تملك هذا الحدس التنبؤي حين تتناول مفهوم "المستقبلية الخليجية"، وتُظهر كيف أن دول الخليج تعيش منذ الآن في مستقبلٍ سبق أن تخيّله الغرب. أما عمل وائل شوقي، فهو يعتمد على الحكايات الشعبية، حيث يؤدي الأطفال أدوار الكبار وهم يرتدون الأزياء التقليدية في العاصمة القديمة. تبدو الأعمال وكأنها تنتمي إلى الماضي، لكنها في الواقع تتناول إرث الماضي، والحاضر، وفعل التعافي.

الفنان بوصفه ساحراً هو أمر مهم بالنسبة لي، فحتى وإن لم يكن العالم مكاناً سحرياً، علينا أن نجد ساحرنا في مكان ما.

فريندا أبيلاش هي منسقة تحرير محتوى رقمي في متاحف قطر.